الأطباء البيطريون المصريون هل أصبح عددهم عبئاً!؟

0

د. سامي طه
النقيب العام السابق للأطباء البيطريين

“العمل حق، وواجب، وشرف تكفله الدولة” – المادة 2 من الدستور. المساعدة في تهيئة فرص العمل لأعضاء النقابة واجب على كاهل المجلس – المادة 2 من قانون إنشاء النقابة.
حين أنشأت الدولة بعد ثورة 23 يوليو 17 كلية في 17 جامعة حكومية بعد إنشاء محمد علي باشا لمدرسة الطب البيطري (جامعة القاهرة الآن)، فإن هذا يعني منطقياً أن الدولة في حاجة إلى هؤلاء الخريجين، وحين يتسابق الطلاب عبر مكتب التنسيق لارتقاء أولى درجات سلم المهنة فهم يحدوهم الأمل في أن يستفيد الوطن من جهد أساتذتهم وجهدهم لكنهم يفاجؤوا بدخولهم إلى أرض التيه في وقت يتم تكليف خريجي الكليات الطبية الخاصة (طب – صيدلة – أسنان) هنا يصبح التصويب أمر تفرضه العدالة وتكافؤ الفرص.
1- نكرر القول بأن المهن الطبية تحتاج إلى التعليم المستمر وممارسة المهنة في مواقع العمل وتواصل أجيال المهنة.
2- الذين يتحدثون عن عدم تناسب الوحدات الحيوانية (بقرة أو خمسة أغنام) مع أعداد الأطباء البيطريين ، ينسون واقعاً مصرياً يتفق مع الرؤية الصحيحة للمهنة الحارسة للثروة الحيوانية وللإنسان: الأمراض الوافدة والمستجدة نتيجة موقع مصر الجغرافي بالإضافة إلى الأمراض المتوطنة يستدعي تكثيف حملات التحصينات وإحياءً لمراكز رعاية الحيوان. صناعة الدواجن التي تترنح – بعد أن وصلت إلى الاكتفاء الذاتي 2006 – في غيبة الحماية والأمن الحيوي والتكافل والتأمين ضد الكوارث فإن هذا يدفع إلى تطبيق قانون الزراعة (قرار الإشراف البيطري المباشر على المزارع) وهو ما يكفل تشغيل عشرة آلاف طبيب بيطري. إصلاح الأراضي يلزمه تربية الحيوان (استهلاك باكورة المزروعات من أعلاف والحصول على مخصبات طبيعية. الثروة المنسية من الأغنام تحتاج إلى برامج تحصينية وعلاجات جماعية. هذا بالإضافة إلى الدور المحوري في الرقابة الصحية على الغذاء والتي يفرضها الواقع المصري من الحاجة إلى كتائب من الأطباء هذا علاوة على المعامل والمجازر والحجر البيطري …الخ.
3- سفراؤنا في الخارج من الأطباء البيطريين والذين استقدمتهم الدول العربية للإعمار في مجال الثروة الحيوانية والصحة العامة (تعلموا واكتسبوا الخبرة في مصر) وهم باب ذهبي لاستجلاب العملة الصعبة.
4- العدد المتزايد من الطبيبات وكثير منهم حاصل على درجات علمية أعلى من البكالوريوس يستوعبهم مجال التحاليل الطبية ومجال أمان وسلامة الغذاء وهنا يصبح انتصاراً الدولة للمرأة (من المرأة المعيلة إلى المرأة الجامعية).
ويسمو الوطن بأبنائه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.